
لوموند: أكبر تحد للجيش الفرنسي هو نقص الذخيرة (الفرنسية)
لوموند: أكبر تحد للجيش الفرنسي هو نقص الذخيرة (الفرنسية)
قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن العسكريين الفرنسيين شرحوا في الجمعية الوطنية حدود فرنسا في مواجهة صراع محتمل “بالغ الشدة”، وذلك بعد الجدل الذي أثير عقب اجتاح الثكنات الفرنسية منذ دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية بشأن قدرة الجيش الفرنسي على تحمل صراع “عالي الكثافة”.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم سيدريك بيترالونغا- أن مختلف رؤساء أركان الجيش الفرنسي -المترددين تقليديا في مناقشة نقاط ضعف جيشهم- كشفوا عن أفكارهم خلال جلسات الاستماع التي عقدت خلف الأبواب المغلقة أمام لجنة الدفاع الجديدة التابعة للجمعية الوطنية، وطالبوا النواب بالاستعداد لمزيد من النفقات، في حين وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “بإعادة تقييم” قانون البرمجة العسكرية.
وكان رئيس أركان القوات الجنرال تييري بوركار مباشرا في وصف حالة قواته -حسب الصحيفة- حين قال “قدرتنا على أن نكون قوة استكشافية لا تجعلنا قادرين على الفور على شن حرب شديدة الكثافة”. وأضاف أن “تغيير الحجم واستعادة القدرات التي تجاوزناها يمثلان تحديات”.
ورغم الزيادة التي بدأت عام 2017، فإن ميزانية الدفاع الفرنسية الآن تسعى للوصول إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بعد أن كانت تتجاوز 3% في الثمانينيات، كما تقول الصحيفة. مستعرضة قول رئيس أركان البحرية الأدميرال بيير فاندييه خلال جلسة الاستماع بكل تأثر إن “البحرية لم تكن منذ علم 1945 أصغر مما هي اليوم”.
وقد أظهرت نقاشات القادة أن أكثر ما يقلق الضباط هو المعدات، مع أنهم يعترفون بالتطور الذي أحدثه برنامج “سكوربيون” في ما يتعلق بالمركبات المدرعة والغواصات النووية، ولكنهم يأسفون لقلة المعدات وتقادمها في بعض الأحيان، وفق ما أفاد به رئيس أركان الجيش الجنرال بيير شيل .
وأضاف شيل “من بين القدرات التي يتعين تعزيزها الدفاع أرض جو والطائرات المسيرة والمدفعية بعيدة المدى وأنظمة المعلومات والاتصالات والاستخبارات أو وسائل عبور المراكب والجسور العائمة”. وقال إن “ما نراه في أوكرانيا يجعلني أعتقد أننا يجب أن نتجاوز ذلك”.
في حين قال رئيس أركان القوات الجنرال بوركار “يجب أن نكون قادرين على مواجهة الخصم وإلحاق أضرار كبيرة به من اللحظة الأولى، وذلك يتطلب مدفعية بعيدة المدى”.
من ناحيته، أعرب رئيس أركان البحرية الأدميرال فاندييه عن أسفه لتقليص البحرية بمقدار النصف منذ عام 1990، وقال إنها اليوم تمتلك 19 سفينة سطحية كبيرة فقط، مقارنة بـ37 قبل 30 عاما، مشيرا إلى ضرورة استبدال حاملة الطائرات “شارل ديغول” بسرعة، حتى لا تجد فرنسا نفسها من دون حاملة طائرات عام 2037.
وأشارت الصحيفة إلى أن القلق في سلاح الجو أيضا قائم بسبب أن مخزون الذخيرة “غير كاف”، إضافة إلى إغلاق قاعدة جوية سنويا منذ عام 1996، مما عدّه رئيس أركان سلاح الجو والفضاء الجنرال ستيفان ميل “أمرا مبالغا فيه”، ودعا إلى “إعادة التوازن حسب النموذج”، مشيرا إلى أن قواته تمتلك الآن 195 طائرة مقاتلة فقط، أي أقل 3 مرات مما كانت عليه قبل 30 عامًا.
وقال بوركار إن الأولوية بالنسبة لجميع الجيوش هي بذل جهد في مجال الذخيرة، موضحا أنه يجب أن يتكيف المخزون مع سياق دولي أكثر تطلبا وأسرع تقلبا، في حين أشار الجنرال باريسو إلى أن الضباط أكثر إلحاحًا لأنهم يفكرون في الوضع الجيوسياسي المتفجر. وقال فاندييه إنه “يجب علينا الآن أن ننظر بوضوح إلى احتمالية حدوث مواجهة عالمية”، خاصة أن التهديدات تتضاعف.
وفي وزارة القوات المسلحة، قال المسؤولون إنهم لم يتفاجؤوا بطلبات فرق الجيش المختلفة، وتعهد رئيس الجمهورية بإعادة تقييم النظام الحالي في ضوء الوضع في أوكرانيا، والتزمت الحكومة باحترام المواعيد النهائية للميزانية التي سترفع ميزانية الدفاع بمقدار 3 مليارات يورو لتصل إلى 44 مليارا عام 2023.