
لي جاي ميونغ يشكر الناخبين ويتعهد ألا يخذلهم ( الأوروبية)
لي جاي ميونغ يشكر الناخبين ويتعهد ألا يخذلهم ( الأوروبية)
أظهرت نتائج فرز 50% من أصوات الناخبين في رئاسيات كوريا الجنوبية تصدر مرشح “الحزب الديمقراطي ذي الميول اليسارية” لي جاي ميونغ، بعد حصوله على 49.01% من الأصوات، يليه منافسه كيم مون سو مرشح حزب “سلطة الشعب” المحافظ الذي حصل على 42.62%.
وأعلن مسؤولون أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 79.4%، وهي الأعلى منذ العام 1997، ومنح استطلاع خروج من مراكز الاقتراع أعدّته هيئات البث الثلاث الكبرى المرشح لي الفوز، وعلت الهتافات الاحتفالية لأنصاره أمام مقر الجمعية الوطنية.
وفي اليوم الانتخابي ساد الهدوء شوارع العاصمة سول بينما أعلنت الشرطة أعلى مستوى من التأهب ونشرت الآلاف من عناصرها لضمان حسن سير الانتخابات.
وخاض المرشح الليبرالي لي -الذي نجا من محاولة اغتيال العام الماضي- حملته الانتخابية وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وألقى خطاباته خلف حاجز زجاجي واق.
وفي كلمة ألقاها أمام منزله، شكر لي الناخبين على منحه ثقتهم معتبرا ذلك “قرارا عظيما” وتعهد ألا يخذلهم، وقال للصحفيين “سأبذل قصارى جهدي للاضطلاع بالمسؤولية العظيمة والمهمة الموكلة إلي، لكي لا أخيب آمال شعبنا”.
أما منافسه كيم مون سو فأقر لاحقا بهزيمته في الانتخابات وقال للصحفيين “سأقبل بتواضع خيار الشعب” مهنّئا “المرشّح الفائز” لي جاي ميونغ.
وبدأت عمليات فرز الأصوات عقب إغلاق مراكز الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، مع وصول صناديق الاقتراع إلى قاعة للرياضة تابعة لجامعة سول الوطنية في حي غواناك-غو بالعاصمة الكورية الجنوبية.
ومدة الرئاسة في كوريا الجنوبية تقتصر على ولاية واحدة من 5 سنوات ويفترض أن يتولى لي مهامه الرئاسية بصورة شبه مباشرة، ما إن تنجز اللجنة الوطنية للانتخابات عمليات الفرز، وهو ما يرجّح أن يحدث غدا الأربعاء.
وستقع على عاتقه مجموعة مهام، بينها اتخاذ خطوات لاحتواء تقلبات التجارة العالمية التي تؤثر على اقتصاد البلاد القائم على التصدير، ووضع خطط للتصدي لتراجع معدّلات الخصوبة إلى مستويات تعد من الأدنى عالميا، والتعامل مع التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية التي تبذل جهودا متسارعة لتعزيز ترسانتها العسكرية.
وتظهر استطلاعات الرأي منذ أسابيع تقدّم لي بفارق كبير على كيم، وزير العمل في حكومة يون الذي عانى من الخلافات الحزبية ولم ينجح في إقناع مرشح حزب ثالث بتوحيد الصفوف لتجنب انقسام أصوات اليمين.
وتأتي الانتخابات بعد 6 أشهر على محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية مما أدى في نهاية المطاف إلى عزله. وبعد أشهر من الاضطرابات، أعرب العديد من الكوريين الجنوبيين عن رغبتهم بأن تمضي البلاد قدما.
ويرى خبراء أن تداعيات الأحكام العرفية التي أعلنها يون والتي جعلت كوريا الجنوبية بلا قيادة في الأشهر الأولى من الولاية الرئاسية الثانية لدونالد ترامب، كانت عاملا حاسما في الانتخابات.
وقالت كانغ جو هيون أستاذة العلوم السياسية في جامعة سوكميونغ النسائية “إن استطلاعات الرأي تظهر أن الانتخابات تعتبر إلى حد كبير استفتاء على الإدارة السابقة”.
وأدى عزل يون على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية التي شهدت نشر جنود مسلحين في البرلمان، إلى جعله ثاني رئيس محافظ يواجه هذا المصير بعد بارك غيون هي في العام 2017.
ويشير فوز لي إلى أن الناخبين الكوريين يرفضون التدابير غير الليبرالية وغير الديمقراطية على غرار الأحكام العرفية، وفق ما يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد جي-ووك شين.
وتابع “من المرجّح أن يشار إلى هذه اللحظة على أنها نقطة تحوّل وذات أهمية كبرى في التاريخ السياسي لكوريا الجنوبية”.
لكن نجاح لي مرده أيضا إخفاقات منافسيه وكذلك نقاط قوته، وفق مينسيون كو، الباحث في معهد وليام آند ميري للأبحاث العالمية.
وأشار كو إلى “سجل جنائي” للي “الضالع في فضائح سياسية وشخصية عدة”، ما أفقده تأييد كثر من الناخبين في الاستحقاق الرئاسي للعام 2022، في إشارة إلى حملة ترشّحه للانتخابات التي خسرها أمام يون بفارق ضئيل.
واعتبر أن صعوده الرئاسي “انعكاس للاضطرابات السياسية العميقة التي تواجهها كوريا الجنوبية”.